لو عملنا بقدر ما نتكلم ، لو عملنا بقدر ما ننتقد ، لو فكرنا قبل أن نعمل ... سنتغير

السبت، يوليو 10، 2010

محترم ... بس ... بالجزمة


الرضا نعمة من كبريات نعم الله على البني آدم ... لو انه عرف حقيقته و أثره و نتائجه ... الرضا في حد ذاته سعادة من الداخل مش مستنية اللي يسعدك من برة ... زي هدية و لا ترقية و لا مال زيادة و لا أي حاجة .... مهما كانت غالية و لو اتحققت احلامك حاتضاعف سعادتك أضعاف الأضعاف و تحس إنك أسعد مخلوق في الدنيا ... بس امتى بقة ؟ ... لو انت فعلا راضي عن حالك و عيشتك و قليلك ... بس على فكرة لو انت حقيقي راضي ! ...عمرك ما ها تحس ان اللي عندك قليل ... و لو حسيت انه قليل يبقى انت لسة متصاب بداء عدم الرضا ... أو لا مؤاخذة عندك شوية جشع في الدم ...
و ساعتها كل حاجة حواليك حاتحسسك انها نعمة و فضل من ربنا ... و همة كتير قوي ... دة غير تل النعم اللي جواك و فيك من صحة و عقل تفكر بيه و رجلين ماشي عليها و ادين تاكل بيها و عينين تشوف بيها و و كل حتة فيك نعمة حتى لو ناقصك منها حاجة فهي نعمة لأنها في الآخر كارت تزكية ساعة الحساب ... دة لو انت فكرت بيها من الزاوية دي ... أما بقة لو انت من اياهم ... فيا عيني عليك عمرك ما حتستريح و حتفضل طول عمرك باصص على اللي مش عندك و يا تطوله و فراغة عينك تبص على غيره ... يا إما ما تطولوش و تقضي عمرك حاسد غيرك و باصص لهم " اشمعنى أنا ...؟"
و اللي خايب بقة بصحيح اللي يفتكر النعمة و هي بتزول منه أو بعد ما تزول ... تلاقيه يقول : "ياااه أنا ازاي ماخدتش بالي من الحاجة الفلانية دي كان المفروض احرص عليها اكتر من كدة و احافظ عليها و اشكر ربنا عليها ...يا ا ا اه .... بس بعد ايه يا حدق ؟؟ ما كانت قدامك و لا شوفتهاش و لا حمدت ربنا عليها ... و يفضل طول عمره متحسر على اللي بيروح و الأغبى اللي يتوه في حسرته على اللي بيضيع و ما يبصش برضه للي فاضل عنده من اللي باقي من النعم ... دة بقة مسكين بجد ...
مصلحة الضرائب لما بتلاقي واحد غلبان "لو هية بتتعامل بالعدل يعني و دة افتراض" ها تيجي على الغلبان و تتساهل معاه ... عد غنماتك يا جحا ... قال واحدة قايمة و واحدة نايمة ... أما بقة لو المال متلتل و الآشية معدن تقعد بقة تحاسبه على المليم ... و الحساب بتاعنا كل ما كان أبسط في الآخرة كل ما كان أسهل و الرحمة أقرب ... و عايز تكنز؟؟؟ شيل بقة يا بطل و تعالى في الآخر نتحاسب ...
كل فتلة خيط في ثوبك "سواء بقة قميص و لا بنطلون و لا فستان و لا أي هدمة ...فهي نعمة ... لو نقصت فتلة و لا اتنين يبقى انت لابس ثوب مقطع و تتكسف تخرج بيه على الناس ... رغم ان غيرك بيرف ثوبه مائة مرة و يفضل لابسه ... و اللي أحسن مني و منك كان عندهم القليل و لا عمرهم نسوا يحمدوا ربنا على نعمه و فضله ... فما بالك لو ثوبك سليم ؟؟؟ كونه سليم نعمة و كونه نظيف نعمة و كونه جديد نعمة و كونه قديم و ساترك نعمة و كونه ضاق عليك نعمة لأنه فضل عندك لما انت كبرت عليه ... و هكذا ... دة بس في ثوب واحد عندك ... بالذمة انت عندك كام بقة؟ قميص و لا اتنين و لا تلاتة؟ عندك كام فستان يا مدام و لا كام عباية و كام طرحة و كام جزمة ؟
و الجزمة القديمة ؟؟؟ لأ دي مش شتيمة ... دة سؤال ... عملت ايه في الجزمة القديمة ؟ كنا زمان بنلاقي الناس بتروح تركب نص نعل لجزمة و لا لوزة و لا تخيط فتئ من الجنب و يكمل لبس الجزمة كمان سنة و لا اتنين ... بالذمة كام واحد فينا بيعمل كدة ؟؟؟ لأ دي ما اسمهاش نتانة "لا مؤاخذة" و لا بخل ... دة اسمه تدبير و حرص و في الآخر المحترم بش محترم بالجزمة ... و لو هو شايف انه لازم يبقى محترم "بالجزمة" هو حر ... يبقى لازم كلنا نحترمه بالجزمة ... و القديمة كمان ...
احنا بقينا مستهلكين بجنون غبي و متخلف ... يبقى معناش حق العيش الحاف و نروح ندور على موبايلات بكاميرا و لا ديش يجيب كل الأقمار و لا كمبيوتر و انترنت ... مع أني متأكد ألف في المية أن تلات أرباع اللي بيشتروا الأجهزة دي ما بيستعملوش من امكانياتها إلا كام في المية من الجهاز لا تتعدى العشرة في المية ... دة الأمريكان يا راجل لسة معاهم موبايلات من الموديلات القديمة اللي لا يمكن تلاقي حد فينا شايله أحسن يقولوا عليه "عرة" مع انه مش مطلوب من الموبايل غير انك تقول فيه ألو أو تسمع الألو من حد تاني و بس ... شوف بقة كام مليون موبايل بكاميرا في مصر و كام مليون محترم بالجزمة؟ و آخرنا مش لاقيين العيش الحاف و لا المية نشربها ...

ليست هناك تعليقات: