لو عملنا بقدر ما نتكلم ، لو عملنا بقدر ما ننتقد ، لو فكرنا قبل أن نعمل ... سنتغير

الجمعة، يونيو 26، 2009

حتة



عشت و انا بالامل عيشتي انا مالي

لا همني منصب ولا شيء شغل بالي

و لا غير الحب امتلكني و سلب مالي

و بعد العمر جيت اســــأل على حالي

قالوا العمـر عدا ... يعدي و انا مالي

مالوا عليه و قالولي لإمتى تعيش كدة

أنا قلت لمآلي ...



مفك و قصافة



استدعيت من أسابيع قليلة كهربائي لإصلاح بعض الأعطال البسيطة في الكهرباء ببيتي و جاء الرجل يحمل في يده حقيبة سوداء صغيرة لا تتعدى كف يده بها العدة "مفك و قصافة" فقط ... فلقد سبق و طلب مني قائمة من الطلبات قبل الزيارة كمستلزمات للعملية ...! منها شريط اللحام و ستارتر و ترنسات و لمبات و غيرها من أشياء كانت تعتبر من أدوات الكهربائي و عدته للفحص على أقل تقدير ... أو على ما أتذكر كانت كذلك فيما مضى ...

و بالمناسبة أتذكر أيام زمان أيام التليفزيون الأبيض و الأسود حينما كانت من مكوناته صمامات "لمبات" و ليس أيسيهات و ترانزيستورات كما تطورت بعد ذلك فكان فني الصيانة حينما نطلبه يأتي حاملا شنطة سفر "و لست أبالغ حين أقول هذا فهي بالفعل شنطة سفر و من الحجم الكبير"و كانت زيارته مصدر فرح و سرور فكان يقابل بكل ترحاب و سعادة لأنه سيمكننا من مشاهدة التليفزيون في نهاية الأمر بعد حرماننا منه بسبب العطل أياما قد تمتد لأسبوع أو أكثر ... يحضر الرجل مرحبا به بمشروب بارد صيفا و ساخن شتاءا و أغلب الأعطال كانت في الشتاء لعوامل الجو ... ثم يطلب منا ترابيزة ليضع عليها الشنطة العملاقة و أخرى ليضع عليها جهاز التليفزيون و لم تقل مدة اصلاحه للتليفزيون في أي مرة من المرات عن ثلاث ساعات يكون فيها جميع أفراد الأسرة طاقم متأهب للمساعدة ... منا من يقدم الشاي ثم يهرول ليحضر منشفة كبيرة و أخرى صغيرة و و مكنسة للتنظيف و فرشاه و غيرها من أدوات التنظيف فضلا عن تبديل أكواب الشاي و القهوة على التوالي و منا من تكون مهمته الوقوف الى جواره لأي أوامر يصدرها أو أي شيء يحتاجة "أمسك دي... أسند كدة ... حط الفيشة .... شيل الفيشة ...." و أكثر المهام بغضا كانت على قلوبنا وقتها تلك المتعلقة "بالآريال و سلك الآريال ..." و بما أن الأريال على سطح المنزل وبما أن المبنى من الطراز القديم الذي يصل فيه ارتفاع الدور الواحد الى أربعة أمتار فكانت المسافة بين شقتنا "مكان التليفزيون" والأريال على السطح حوالي 50 متر "وكمان السطح من غير سور و بالطبع لا يتم الاصلاح الا في الليل لأن ارسال التليفزيون في هذا الوقت كان من السادسة للتاسعة على ما اتذكر أو أطول زمنا بقليل من ذلك و لكنها على أي الأحوال لا تتعدى ست ساعات في النصف الثاني من اليوم ... فكان الصعود للسطح للوصول لإريال مهمة انتحارية خطيرة يستوجب معها الحذر فكان يقوم بها والدي غالبا ثم أنا فيما بعد ... وكعنصر امان كان التحرك على حافة السطح حيث الاريال يكون بالنبطاخ على البطن أو المجازفة بالقرفصاء بينما ينتظر أحدنا و اقفا بالأسفل يلقي برأسه للوراء لتكاد تلمس ظهره ناظرا لأعلى صارخا ليسمعه هذا الانتحاري المنبطح سطحا ... طوال فترة الضبط يتم تغيير اتجاه الاريال حسب توجيهات السيد المهندس ..."لف يمين ... لا ارجع تاني ... باااااس لا كتير لف يمين كمان شوية ... لأ برضه .... أرجع تاني شمال .... أيواااه بااااس ... حركته ليه كان كويس .... لف تاني ... استنى ... ياللا ابدأ من الأول ..." و هكذا لا يقل عن ساعة يملي عليه ما يراه المهندس وحده حيث يجلس و هو يحتضن التليفزيون أمامه و يفرش الحجرة بالأدوات و قطع الغيار ... و فد يختلس المساعد الواقف الى جواره نظرة من الحين للحين و لا يرى سوى تلك الصورة التي يعرفها الجميع بعد انتهاء الارسال "تششششششششششششش" ثم نراه يلجأ إلى الانتقال لخطة بديلة ... فيطلب منا أن ننادي من أسفل للمخاطر على السطح بخلع سلك الأريال بالكامل و القاؤه للواقف يتولى مهمة المبلغ ... و كانت اكثر الخطوات خطورة لأن الإربال منصوب على صاري طويل يحتاح فك السلك منه لتوازن و حذر شديد جدا ... و بعد أن يتكوم السلك بأسفل يطلب أن نحضر قطعة قماش كبيرة و نغمسها في الكيروسين "الجاز" و نمسح بها السلك بالكامل من أوله لآخره لإزالة الأتربة لأنها تتسبب بتراكم الرطوبة على السلك مما يؤثر على اشارة الاستقبال ... و طبعا من يقوم بهذه المهمة تصبح رائحته أسوأ من وابور الجاز و يحرم من لمس أي شيء داخل البيت قبل الاستحمام لإزالة رائحة الجازو هيهات أن تتخلص منها من مرة واحدة ... يال الحظ العاثر لو اكتشفنا قطع و عيب في السلك أثناء مسحه بالجاز ففي هذه الحالة سيتم محاولة وصله مرة أخرى و تغطيته بالشريط العازل و لكنه سيظل دائما محور الشك دائما إلى أن يثبت العكس و قد يهدد بعدم اتمام مهمة المهندس بأكملها حتى شراء سلك جديد و تظل تلاحق السلك شبهة التسبب في عدم وصول صورة للتليفزيون ... هذا اللعين ... ثم نحمل لفة السلك و نصعد بها للسطح و نكرر حركة أكروبات الموت الخطرة لإعادة وصل طرف السلك بإلاريال و نلقي طرفها الآخر لوصلها بالتليفزيون فتظهر صورة غير واضحة يطلب المهندس لضبطها اعادة توجيه الاريال يمينا و بسارا بكل دقة و ببطء حتى نصطاد هذه الاشارة و كأنك تصطاد ذبابة برأس دبوس ... فنعاود الكرة مرات و مرات ... حتى يتم ضبط الصورة و الصوت و تنفرج أساريرنا فرحا و ابتهاجا و نتمنى لو أنه ينصرف في الحال لنهنأ بمشاهدة ما تبقى من برامج السهرة لأحد قناتين هما الأولى و الثانية "و بالمناسبة أيضا أحيانا كان الأريال لو ضبط لاستقبال القناة الاولى لا يتفق اتجاهه لاستقبال الثانية" فنكتفي بأحدهما راضيين ... و ينصرف المهندس بعد أن يحاسبه أبي و يرجوه الاستجابة في استدعائه لأن الوصول اليه أو تحديد موعد الزيارة من الأمور النادرة فهو محجوز على مدار الأسبوع ... حتى الاتصال به تليفونيا كان من النوادر ورده على التليفون من سماحة القدر ... و ما كان يحلو عطل التليفزيون إلا قبيل الأعياد و الإجازات حيث البرامج الشيقة التي كنا نطوق اليها لتمضية أجازة مسلية فتتضاعف صعوبة الحصول على مهندس صيانة في هذا الوقت لزيادة الطلب ... و تتضاعف بالتالي فرحتنا بلقاء هذا الرجل و زيارته لنا و هو يحمل هذه الحقيبة التي لم أنساها ... و للحق لم يحدث أن غشنا هذا الرجل أبدا بادعاء انه احتاج أن يغير واحدة من قطع الغيار أو ما إلى ذلك من أساليب الغش و النصب المنتشرة هذه الأيام ... رغم أنه لو فعل ما كنا لنعرف الحقيقة حتى لو طلب مقابل تغييره نصف مكونات التليفزيون التي كان يحمل مثيلتها معه بهذه الحقيبة العملاقة ...

نعود الى الكهربائي الذي كنت أتحدث عنه .... المهم توجه الى عمله ... علمت أنه موظف حكومي بأحد إدارات الصيانة بشركة الكهرباء الحكومية ... و أتم مهمته و انصرف فيما لا يتعدى الساعة وعلى الباب سألته عن اتعابه؟ فرد: "من غير فلوس خالص بسيطة اللي تدفعه ... و حاسبته بالفعل ... و اكتشفت بعد انصرافه ان ثلاثة ارباع ما اصلحه ما زال يحتاج لإصلاح إما بنفس العيب أو عيب جديد ...

لماذا نصر على عدم اتقان العمل و نهمل هذا الذنب العظيم و نستصغره و نستحل مقابل ليس من حقنا ... كم منا طلب مقابل مادي يناسب عمله و وقته بالضبط أو أقل قليلا لأنه خشى من ربه أن يأخذ مالا ليس من حقه؟ كم منا قدر ساعة عمله بالدقيقة كم تساوي و عملها باتقان ليحل له ما يتقاضاه مقابل عمله ... هل فكرت في ذلك؟

كم مرة انجزنا العمل بدون اتقان او انجاز فعلي حقيقي يستحق الاجر الذي نأخذه في المقابل؟ كم مرة مرت تقاضينا فيها أجرا دون أن نحسب بالقسط و العدل قيمة مجهودنا ووقتنا و عملنا؟ و لم نفكر لحظة لو أننا بدلنا أماكننا و ان شخصا ما أدى لنا مهمة فبكم كنا سنقدر عمله من أجر؟ لماذا ؟؟ لماذا نستهين بهذا المال الحرام و الكسب الحرام لماذا نتستحل الحرام ؟؟ لماذا لم نقض بالحق بيننا و بين غيرنا ... فمن كد فله أجره غير منقوص ... و من أوجر عن عمل فعليه بتوخي الحلال حتى لو انتقص من حقه في العمل خشية أن يختلط ماله الحلال بما ليس له فلا يبارك الله فيه؟ الله المستعان



كام واحد فينا "وليد" ؟ ... فجأة قرر انه يبقى اسطى على حسابنا ... ؟ ...



الخميس، يونيو 25، 2009

شيء يثير الاستفزاز ... جدا





شيء يثير الاستفزاز ... جدا

لو دخلت محل حلاق و قوبلت بابتسامات العاملين خاصة لو كنت "زبون" جديد ثم بعد فترة انتظار يستلم رأسك واحد منهم ثم تكتشف بعد أن استسلمت له بفترة انه يتدرب في راسك و انه كان "حتى شرفت جنابك المحل" صبي حلاق من زمن طويل ... و قرروا الأسطوات ترقيته "حلاق" و أنه لن تتوفر لديه الخبرة لو لم يتدرب في رؤوس آدمية أمثالك ...! فتسمع همسات متبادلة فيما بينهم و بغمزة مشبوهة ينادي أحدهم على أصغرهم سنا "شوف البيه يا وليد". و يبدأ وليد بأصابع مرتعشة مرحلة التحضير بمهارة ثم ... تثور ثورتك و يشتعل غضبك حين تكتشف أن المراحل التالية للتحضير ما هي إلا "تدريب" و أن ساحة التدريب هي رأس سعادتك حيث لم يعد يجدي معها ثورة أو غضب بعد أن بدت كرأس أي زبون بيحلق على رصيف محطة القطار بأحد القرى النائية بنص رغيف و بيضة بلدي ... أو واحد من المسجلين خطر بيحلقوله في القسم ليتركوا على رأسه علامة يقرأها كل العامة من شكل الرأس بعد الخروج من القسم ...

ما باليد حيلة ... لقد صرت جنابك حبيس هذا التشوه المتعمد و أنك حتى لا تستطيع الفرار خارجا ولو بلا رد اعتبار أو عراك أو حتى سباب و الانصراف لمحاولة اصلاحه في اقرب محل حلاقة آخر فالعاهة تركت قبح منظرها على منتصف راسك الايمن و الصبي حديث الترقية لم ينتقل بعد الى النصف الايسر ... فتتلفت تبحث عن أكبر العاملين سنا مخاطبه ليحاول اصلاح ما افسده الصبي ... و بابتسامة لا تشفى غليلك يقول "أامر حضرتك ... ما تقلقش سعادتك ... هوة لسة ما خلصشي ... وليد أسطى يا باشا صدقني ... إيه يا وليد ؟ أوعى تزعل الباشا ..." و بعد محاولات لدعوة واحد منهم الاجهاز على هذا التشوه المخزي بأي شكل تصطدم بإصرارهم على أن الاخ محترف و محتاج لوقت يكمل شغله لا أكثر و لا أقل ... فهم لن يعترفوا أمامك مطلقا أنه يتدرب لنيل درجة "الأسطاراه"و أن الدورة التدريبية مقامة على رأس جنابك ... و تضطر أن تظل عيناك قافشة على ايده و هو يمسك المقص و المشط يكمل المهزلة ... بينما هو بعيون زائغة يتلقى التوجيهات بالغمزات و النظرات و الاشارات من االأسطوات الموجودين و هم يتعاملون بمهارة المتمكن التي تذكرني ببهلوان الشوارع المتمكن بل المتهور غالبا و الذي يقود دراجته مسرعا في الزحام و على رأسه "شراع" العيش بينما كلتا يداه توجهان "الجدون" أو المقود.

بعد يومين في محل حلاقة آخر ... ... ايه دة يا باشا انت بتخللي المدام تحلق لك و لا ايه؟ "هاهاها ... لا يا باشا خللي بالك دي عايزة تدريب كتير قوي الحفر و النقر مالية دماغ سعادتك ... هاهاها ... ما تقلقش نظبطها لك ان شاء الله ... "محسن" ... ينادي الاسطى في محل الحلاقة الذي توجهت له بعد يومين ... "شوف طلبات البيه و ريحه ... إن شاء الله تتطلع من تحت ادينا عريس يا باشا ... دة محلك يا باشمهندس ياللا يا محسن شوف شغلك ... أي خدمة ...