لو عملنا بقدر ما نتكلم ، لو عملنا بقدر ما ننتقد ، لو فكرنا قبل أن نعمل ... سنتغير

السبت، يوليو 11، 2009

تعليق على مقال الاستاذ فاروق جويدة بعنوان "و لن يرضى عنا الغرب"


ألم نسهم في انتشار هذا الفكر الذي تأصل في الغرب بتلازم الارهاب و العنف مع المسلمين و الاسلام ايضا؟
قبل أن تهاجموني اكملوا معي هذه السطور
لقد تعمد و خطط " النظام الصهيوني بمؤسساته و أفراده " في نشر هذا الفكر لغير المسلمين كما خطط لكل شيء آخر و حقق الهدف بكل دقة و هو ما زال يخطط و يحقق في أهدافه بالتوالي فكما بدأ كل مخططاته بسرية و كتمان شديد حتى حان الوقت ليجهر بكل جراءة بمخططاته و تنفيذه لما يريد ضاربا عرض الحائط بأي اعتراض لأنه ضمن من مجموع ما ضمن الرأي الغربي الذي استطاعت الصهيونية بأدواتها الإعلامية بإقناع الغرب أنه ضحية "الارهاب" النازي و المحرقة المزعومة حتى انطلت علينا هذه الأفكار و صدقها البعض منا "عرب و مسلمين" ...
و ظللنا و مازلنا للآن نقف موقف المدافع الذي يكافح لتغيير هذه الأفكار المغلوطة بوسائل متخلفة و عقيمة و أسلوب يكاد يكون من العوامل المساعدة في تثبيت هذا الفكر المغلوط لدى المجتمعات الغربية و كل من ليس عنده علم بحقيقة الدين الاسلامي ...
منها ما ذكر من استرضاء الغرب ليرضوا عنا كمسلمين و ما هو بأمر مطلوب منا و ما كان هذا منهجا من مناهج انتشار الاسلام في بدايات انتشار الاسلام فقد كانت الوسائل مختلفة كليا و هي باختصار شديد أننا كنا أمة تبني حضارتها من نور الدين الاسلامي و في ظل العلم و التقدم الحضاري في كل مجالات العلوم المختلفة و التي اخذ منها الغرب فيما بعد حتى تولى الغرب قيادة العالم الحضارية مع بداية تغيبنا عن مواصلة تقدمنا بغض النظر عن الاسباب.
فكل ما نفعله أننا ننتقم و نضر بعضنا بعضا سواءا كنا دولا اسلامية او عربية او مجتمعات و طوائف داخل الدولة أو حتى الافراد ، فنحن نتصارع و يتصاعد الصراع بيننا في كل لحظة حتى أصبح العنف العشوائي هو القانون السائد بيننا و يرى العالم صورتنا من الداخل مهترئة مخزية و لا نراها نحن على حقيقتها لأن كل منا يرى نفسه و كل منا ممسكا ببوقه يصرخ فيه بتحقيق العدالة و رفع الظلم و لو نظر أسفله لوجد أخيه يستنجد تحت قدميه ... نحن لا نرى انفسنا و لا نرى عيوبنا و نلقي اللوم على الحكام و الحكومات و الدول المعادية و دم اخواننا و اقاربنا و اهلنا يراق في كل ساعة بأيدينا على الأسفلت أو على فراش المستشفيات من سموم تجارنا و جشعهم أو من تجارتنا في اعضائنا و غيرها من مذابح تتكرر في كل يوم.

و من جانب آخر نستسلم لتيارات من التطرف الديني القادمة من دول البترول و التي صدرتها هذه الدول للعالم يحملها البسطاء ممن سافروا اليها بحثا عن لقمة العيش و غالبا طمعا في مكسب كبير لا يتوفر في دولنا الفقيرة العربية أو الاسلامية دون أن نحسب أن ما بذلناه من جهد في هذه البلاد كانت بلادنا أولى به لو أننا تحققت لدينا الارادة في بذل الجهد و الوقت للنهوض ببلادنا ... و هذا أمر آخر ...
ألم يكن الدين الاسلامي بسماحته موجودا في مصر؟ بل و كانت قيمنا و أخلاقنا ممتزجة بأدياننا مسلمين و مسيحيين و الذي حقق الوحدة الوطنية بفطرة السلام السماحة و المحبة في الأديان السماوية. أما كان الأزهر منارة الاسلام لكل البلاد الاسلامية و مرجعيتها العلمية ؟ فلما انتشر الفكر الديني القادم من الشرق من دول البترول المختلط بعاداتهم و تقاليدهم و الذي رأى فيه البسطاء من الناس النموذج الحقيقي للتدين و لا أقول سطحي الأفكار برغم ما لهذا التعبير من نصيب... و حول فرض الشكلية المتدينة على حساب الجوهر و لب الدين من عبادات ومعاملة هو الغالب على هذه الموجة التي تحولت الى تطرف ديني شكلي و فكري أيضا و تفرقت الطوائف من اعتدال لتطرف للتخلي كامل عن الدين إلى صراعات داخلنا شغلتنا عن أصل القضية و هي أن نكون بديننا الاسلامي أمة ناهضة متحضرة بأعظم و أتم ما نزل للبشر من نواميس تحقق لنا أعلى المراتب بين الأمم بينما انحدرنا في غفلة للتخلف الشديد و منه إلى الفساد المتمكن أليست هذه إشارة اننا نسير في الاتجاه الخطأ ؟؟؟؟ منذ طفرة البترول إلى الآن؟ ... أليس ما آل بنا الحال إليه هدفا غاليا للصهيونية و أعداء الإسلام ؟ إن لم يكونوا رسموا له بمكر شديد فقد حققناه لهم مجانا ... بل و دفعنا نحن فاتورته؟؟؟

أن نصل بحالنا إلى هذا الحال الموحل و الذي يحتاج منا أضعاف ما كنا نحتاجه لو أننا أفقنا لما نفعل بدلا من نراقب ما يفعله الآخرون و نتصارع و نغرق في الصراعات؟ و لا تقل لي أننا نحترم عقائدنا و مقدساتنا ... فلقد كنا كذلك و لكن لم نعد على هذه الشاكلة بعد أن استشرت فينا الأنانية و العشوائية و التخبط و الغوغائية و الفساد و نحتاج أن نقف و ننظر إلى حالنا لنعرف الى أي مدى انحدرنا و ليذهبوا هم الى الجحيم بصراعاتهم و عداوتهم لنا فلنتوقف نحن عن استعداء انفسنا و كفانا ظلن لأنفسنا ...

امانة الإسلام في أعناق المسلمين إما أن ينهضوا بها و يكونوا واجهتها الحقيقية المشرقة الجاذبة لغير المسلمين أو نكون ما نحن عليه من نفور و فرقة و تخبط يلقي علينا أعداء الدين بكل الصفات التي يريدها أن تعلق بنا و نحن نساهم بجهلنا عما يحدث و بسلبيتنا في تدعيم التشويه المتعمد لصورة الاسلام ...

لا نريد حوارات مع الآخر فنحن نحتاج للحوار مع انفسنا بأن نقوم بدورنا أولا في انقاذ انفسنا من الغفلة و من السقوط و نكف عن تكاسلنا بدعوى تفرغنا لنصرة الدين أنصروا و ناصروا انفسكم لتنصروا "﴿ وَأَعِدُّواْ لَهُم مَّا اسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍ وَمِن رِّبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدْوَّ اللّهِ وَعَدُوَّكُمْ ﴾ الأنفال: 60.
ماذا اعددنا فنحن حتى لا نملك سلاح الجهاد لو حانت لحظة الجهاد ؟ لو سلمنا أن المقصود بالعدة السلاح فقط ... بينما نحن لم نعد ننتج حتى سبحة التسبيح و بسط الصلاة .....
أما هم أعدوا و خططوا و تكتموا امرهم و استولوا و تحكموا و امتلكوا و أداروا و قادوا و حكموا ... حتى تحين اللحظة المناسبة هؤلاء الملاعين الماكرين الغادرين للوصول للهدف المعلن أمام أعيننا نراه كل يوم على أعلامهم بأن تكون أرض اسرائيل من النيل إلى الفرات و هم يحكمون العالم و أولها الولايات المتحدة و أوروبا بمفاتيح القوى الخفية و صور حكام مختلفة ... و أنا والله أشك في أن تكون عملية 11 سبتمبر من تدبير و تنفيذهم هم ليأخذوا توقيع المساكين عليها لنقع في فخ الارهاب العالمي على مقياس دولي و نجحوا في ذلك ... و يال الفضيحة ...

إن دماء شهداء غزة و شهداء العراق و مصر و كل الشهداء في الآونة الأخيرة أريقت بسبب بث سموم الصهاينة للعالم أجمع و منهم دولنا و أبناء دولنا ... و ساهم كل من تخاذل منا في هذه الجرئم بالسلبية و الاكتفاء بالبكاء و النواح بدلا من أن نفيق و نهب كالأسود نستعيد عرين أمتنا بالعمل و الإخلاص لنهضة أمتنا و ديننا ...

أفيقوا و اثبتوا مزاعمهم و افتراءاتهم بأفعال إيجابية و لنستعيد احترام العالم لنا باحترامنا لأنفسنا بالفطنة و بحسن الإعداد للقوة التي دعانا اليها الله سبحانه و تعالى بالعلم و العمل ... و العمل .... و العمل و الثقافة و الفكر و المعاملة كما هي في الاسلام بالحب و الرحمة و التراحم و البعد عن الاحقاد و الضغائن بنصرة الحق و العدل فيما بيننا بالسلام ، بالحرية التي كفلها الله لعباده و ليست حرية الفساد و الرذائل ...
هذا رأيي ...
و الله المستعان

ليست هناك تعليقات: